منتديات قلب داود

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات قلب داود

منتديات قلب داود ترحب بكم


2 مشترك

    أحد التـناصير شفاء المولود أعمى

    romabesho
    romabesho


    أحد التـناصير شفاء المولود أعمى E8s7dt
    عدد المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010
    العمر : 34
    الموقع : https://alb-dawood.yoo7.com

    أحد التـناصير شفاء المولود أعمى Empty أحد التـناصير شفاء المولود أعمى

    مُساهمة من طرف romabesho الأحد مارس 21, 2010 7:19 am

    أحد التـناصير
    شفاء المولود أعمى : يو 9 : 1 – 41
    " وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته ،
    فسأله تلاميذه قائلين :
    يا معلم ، من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى " يو 9 : 1 – 2
    لم يذكر الأنجيلى أين كان مجتازا ، ولا إلى أين يذهب ، لكنه إذ كان مجتازا كحامل للآلام رأى هذا المولود أعمى ، وكان فقيرا يستعطى ، فى مكان معين ، حيث يقدم له بعض المحسنين عطاء لكى يعيش .
    تطلع إليه ربنا يسوع لكى يجده الأعمى المسكين ، وكما جاء فى إشعياء : " أصغيت إلى الذين لم يسألوا، وجدت من الذين لم يطلبوننى . قلت هأنذا لأمة لم تسمى بأسمى " ( إش 65 : 1 ) . بادر بالحب فأحبنا قبل أن نعرفه ، وكما يقول الرسول : " عرفتم من الله " ( غلا 4 : 9 ) .
    لاحظ تلاميذه أن نظرات معلمهم تتجه نحو الأعمى حبا ، فتحولت نظراتهم هم أيضا إلى المولود الأعمى ، وعوض السؤال من أجله لشفائه قدموا استفسارا عن علة ميلاده أعمى .
    لما شفى السيد المسيح المفلوج ، حذره من العودة للخطية ! إلا أن هذا القول لا ينطبق على الأعمى ، لأن من مولده هو أعمى ، فهل أخطأ أبواه ؟ ولا هذا القول يجوز أن يقال ، لأن الطفل لا يتكبد العقوبة من أجل أبويه .. لقد تحدث التلاميذ هنا لا ليسألوه عن معلومات قدر ما كانوا فى حيرة .
    " أجاب يسوع :
    لا هذا أخطأ ولا أبواه ، لكن لتظهر أعمال الله فيه " . يو 9 : 3
    عوض إدانة المولود أعمى أو والديه وجه السيد المسيح أنظار تلاميذه إلى عناية الله الفائقة وخطته الخفية ، فقد سمح بالعمى لكن يهب هذا المولود أعمى البصيرة الروحية ، ولكى يشهد للحق الإلهى أمام القيادات اليهودية العنيفة ويمجد الله .
    قول السيد المسيح عن الأعمى : " لا هذا أخطأ ولا أبواه " ، ليس مبرئا لأبويه من الخطايا ، لكنه أكمل : " لكن لتظهر أعمال الله فيه " ، لأن هذا الأعمى قد أخطأ هو ووالداه ، إلا أن عماه هذا ليس بسبب هذا ، لأنه لا يجوز أن يعاقب أحد إذا أخطأ آخر .
    " ينبغى أن أعمل أعمال الذى أرسلنى ما دام نهار ،
    يأتى ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل ، ما دمت فى العالم فأنا نور العالم " يو 9 : 4 – 5
    كانت لحظات حاسمة حين تطلع رب المجد يسوع إلى المولود أعمى ، إنها ليست لحظات لشفاء عينى المولود أعمى فحسب ، وإنما للكشف عن شخص السيد المسيح أنه نور العالم ، واهب البصيرة الداخلية .
    يعمل السيد المسيح مادام الوقت نهار ، أى مادام يمكننا أن نتمتع بأعماله الخلاصية ، لأنه إذ ينتهى النهار ويحل ليل القبر لا يمكن الأنتفاع بعد بأعماله ، حيث لا مجال لتوبتنا ورجوعنا إليه ، فى نهار حياتنا يشرق علينا بكونه " نور العالم " ، شمس البر الذى ينير نفوسنا وأذهاننا وكل أعماقنا .
    سبق فأعلن أن عمله هو إشراق نوره على الجالسين فى الظلمة ( يو 8 : 12 ) ،


    " قال هذا وتفل على الأرض ، وصنع من التفل طينا ،
    وطلى بالطين عينى الأعمى " يو 9 : 6
    طريقة شفاء المولود أعمى فريدة ، فمن المعروف أن الطين يفسد العين السليمة ، فكيف يصنع من التفل طينا ليطلى به عينى المولود أعمى ؟
    يؤكد السيد المسيح أنه يتمم عمله بحسب فكره الإلهى وليس حسب رغبتنا ووسائلنا البشرية ، لم ينتظر حتى يعبر السبت ، لأن السبت هو يوم الراحة ، فتستريح نفس المسيح بالعمل الإلهى واهب الأستنارة والراحة للغير .
    لم يستعمل السيد المسيح ماء فى الطين الذى أصلحه ، بل استعمل لعابه ، لكى لا ينسب الشفاء إلى الينبوع ، بل لكى نعرف أن القوة الظاهرة من فمه هى التى أبدعت عينى الأعمى وفتحتهما .
    " وقال له : اذهب اغتسل فى بركة سلوام الذى تفسيره مرسل ،
    فمضى واغتسل وأتى بصيرا " يو 9 : 7
    سلوام : وهى عبارة عن ينبوع كان تحت حصون أورشليم نحو الشرق ، كانت مياة هذا الينبوع تجمع فى مخزن عظيم لأستخدام المدينة ، وكان يصدر عنه مجرى ماء يغذى بركة بيت صيدا .
    كما أن المسيح كان الصخرة الروحية ( 1 كو 10 : 4 ) هكذا كانت أيضا سلوام الروحية .
    أبرز السيد المسيح طاعة هذا الأعمى ، فمن جهة ترك ربنا يسوع المسيح الذى لم يره من قبل أن يصنع طينا على عينيه دون أن يتذمر ، أو حتى يتسآل كيف تشفى عينان بالطين ؟ ومن جهة أخرى أطاع وذهب إلى بركة سلوام واغتسل فيها ، وربما سبق فاغتسل فيها ولم يتمتع بالبصر .. لقد اعلن السيد عن فضائل هذا الأعمى المسكين كيف أطاع فى يقين وثقة وهدوء .
    عاد الأعمى بصيرا ، يرى ما لا يرى ، مسبحا بكل كيانه ذاك الذى وهبه الأستنارة ، وكما قيل باشعياء النبى : " صوت مراقبيك يرفعون صوتهم ، يترنمون معا لأنهم يبصرون عينا لعين عند رجوع الرب إلى صهيون " ( إش 52 : 8 ) .


    حوار بين الجيران والأعمى :
    " فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا أنه كان أعمى قالوا :
    أليس هذا هو الذى كان يجلس ويستعطى ؟
    آخرون قالوا : هذا هو ..... وآخرون إنه يشبهه ، وأما هو فقال : إنى أنا هو " يو 9 : 8 ، 9
    دهش جيرانه فقد ولد ونشأ فى وسطهم ، وها هو الآن يسير هنا وهناك متهللا ، لقد تغيرت حتى لهجته وكلماته ، فعوض كلمات الأستعطاف لكى ينال صدقة ، صارت كلماته تحمل تسبيحا و شكرا ، هذا وقد تمت معجزة شفائه علانية ‍ ولم تكن خفية ‍ ... مع هذا فقد تشكك البعض فى شخصه ، وتضاربت الأقوال ، لأن شفاء مولود أعمى أمر يصعب قبوله ، بل ومستحيل حسب الفكر البشرى .


    " فقالوا له : كيف انفتحت عيناك ؟


    أجاب ذاك وقال : إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عينى ،
    وقال لى : اذهب إلى بركة سلوام واغتسل ، فمضيت واغتسلت ، فأبصرت " . يو 9 : 10 - 11
    لقد قدم الحقيقة فى بساطة حسب خبرته فقال : " إنسان يقال له يسوع صنع طينا .. " لم يكن قد سبق فرأى يسوع لكنه سمع عنه ، وسمع صوته حين أمره أن يغتسل فى بركة سلوام ، لقد شعر بأنه وضع شيئا على عينيه اكتشف بعد شفائه أنه طين ، وأن يسوع قد صنعه بنفسه وطلى به عينيه .
    " فقالوا له : أين ذاك ؟ .. قال لا أعلم " . يو 9 : 12
    إن مسرة السيد المسيح هى فى العطاء المجانى دون انتظار لكلمة مديح أو شكر ، وإن عاتب على عدم الشكر فهو من أجل الآخرين ، إذ يريدهم شاكرين فرحين مسبحين كالملائكة .
    حوار بين الفريسيين والأعمى :
    " فأتوا إلى الفريسيين بالذى كان قبلا أعمى ،
    وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه ،
    فسأله الفريسيون أيضا كيف أبصر .
    فقال لهم : وضع طينا على عينى واغتسلت ، فأنا أبصر " يو 9 : 13 – 15
    كنا نتوقع أن ينشغل الجيران بالبحث عن صانع المعجزة ليتعرفوا عليه ويتمتعوا به ، لكنهم أمسكوا بالأعمى وأتوا به إلى الفريسيين ، وكأنه مشترك فى جريمة ، قادوه كمتهم أنه قبل كسر السبت حتى ولو كان فيه خلق لعينيه ، وقدم الفريسيون ذات السؤال الذى وجهه إليه جيرانه ، ولم يكن هذا بقصد التعرف على الحقيقة من مصدرها الأصلى ، وإنما لعلهم يجدون علة يشتكون بها على شخص يسوع ، ويشوهون بها صورته أمام الجمهور الذى التف حوله .
    ومع هذا لم يضطرب الأعمى ، فلم ينكر ، ولم يقل أقوالا مخالفة لأقواله الأولى ....

    " فقال قوم من الفريسيين : هذا الأنسان ليس من الله ، لأنه لا يحفظ السبت ،
    آخرون قالوا : كيف يقدر إنسان خاطىء أن يعمل مثل هذه الآيات ؟
    وكان بينهم انشقاق " . يو 9 : 16
    فى ختام كل تعليم أو معجزة غالبا ما كان يحدث انشقاق بين الجموع ، وكان المقاومون يحتكمون لدى الفريسيين كقضاة وأصحاب سلطة دينية ، أما هنا فالأنشقاق بين القضاة أنفسهم ، وربما هذا أدى إلى تأجيل الحكم فى أمر يسوع المسيح .
    لقد تعمد أن يشفى مفلوج بيت حسدا فى يوم سبت ويأمره أن يحمل سريره ويمشى ( يو 5 : 8 ) ، وأن يشفى المولود أعمى بصنع الطين وطلاء عينيه ، ... لقد تعمد فعل ذلك لأبراز مفهوم السبت ، إنه راحة فى الرب ، فى ممارسة عمل الرب من حب ورحمة ، وليس فى حرفية قاتلة بالأمتناع عن الأعمال اليومية الضرورية وأعمال المحبة ..
    لقد كسر السبت .. هو النور الذى جاء فأزال الظلال ، لماذا تبهجنا الظلال ؟ افتحوا أيها اليهود أعينكم ، فإن الشمس حاضرة ..
    لقد فرض الرب الإله السبت ، فرضه المسيح نفسه الذى كان مع الآب عندما أعطى الناموس ، لقد فرضه كما فى ظل لما يحدث بعد ذلك : " فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التى هى ظل الأمور العتيدة " ( كو 2 : 16 ، 17 ) .
    قالوا : " نحن نعلم "، ماذا تعلمون أيها العميان القلب ؟ " إن هذا الأنسان ليس من الله ، لأنه لا يحفظ السبت " ......
    أيها التعساء : السبت عينه هو الذى وضعه المسيح الذى تقولون عنه أنه ليس من الله ‍‍‍ ،، أنتم تحفظون السبت بطريقة جسدانية ، إنكم عميان عن الصلاح ، الذى لهذا الأعمى الذى لم يعد بعد أعمى لا بالجسد ولا بالقلب ....
    قالوا أيضا للأعمى :
    ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك ؟
    فقال : إنه نبى " يو 9 : 17
    لقد ألقوا بالشباك أمام الأعمى لكى ينكر أن يسوع هو المسيا ، حتى لا يتعرض للطرد من المجمع وربما للقتل ، ولكنه خيب آمالهم وكرم واهب الشفاء ، كان هذا الأعمى مثل المرأة السامرية ، كلاهما ظنا أنه " نبى " قبل أن يتعرفا على حقيقة شخصه أنه المسيا " قدوس القديسين " واهب البر الأبدى ، لقد بدأ النور يشرق فى قلبه ، فى بصيرته الداخلية كما أشرق فى عينيه الجسديتين ...
    لاحظوا حكمة الرجل الفقير فقد تحدث بأكثر حكمة من جميعهم ، قال أولا : " انه نبى " ( 17 ) إنه لم يخش حكم اليهود ، والمعارضين الذين حكموا على يسوع بأنه لا يحفظ السبت .
    حوار بين الفريسيين ووالدى الأعمى :
    " فلم يصدق اليهود عنه أنه كان أعمى فأبصر ،
    حتى دعوا أبوى الذى أبصر " يو 9 : 18
    يقصد بكلمة " اليهود " هنا السلطات الدينية ، خاصة الفريسيين وأعضاء مجمع السنهدرين ، إنهم لم يصدقوا أنه ولد أعمى ، فاستدعوا والديه للتأكد أنه ابنهما ، وأنه ولد أعمى ، لعلهم يجدون علة بها يقللون من شأن المعجزة أمام الشعب .
    " فسألوهما قائلين :
    أهذا ابنكما الذى تقولان أنه ولد أعمى ، فكيف يبصر الآن ؟ " يو 9 : 19
    إذ لم يحتمل هؤلاء القادة نور الحق قدموا سؤالا للوالدين فى اسلوب يحمل عجرفة وتهديدا ، فلم يكتفوا بالشر ، وإنما بثوا الرعب وسط الشعب لكى يشاركوهم جحودهم للمسيا ورفضهم للحق الإلهى .
    " أجابهم أبواه وقالا : نعلم أن هذا ابننا ، وأنه ولد أعمى ،
    وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم ، أو من فتح عينيه فلا نعلم ،
    هو كامل السن أسألوه ، فهو يتكلم عن نفسه ،
    قال أبواه هذا ، لأنهما كانا يخافان من اليهود ، لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا ،
    أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع ،
    لذلك قال أبواه : إنه كامل السن اسألوه " يو 9 : 20 – 23
    لم يخجل والداه من الأعتراف بأنه ابنهما الذى بسبب الفقر مع العمى كان يستعطى ، وإذ لم يكونا شاهدى عيان لشفائه تهربا من الأجابة عن كيفية إبصاره خشية طردهما من المجمع ، استخدما الحكمة البشرية ففقدا نعمة الشهادة للسيد المسيح ، وحرما من تقديم ذبيحة شكر وشهادة حق لصانع الخيرات ، خشيا البشر فنصبا شركا لنفسيهما ولأبنهما ، الطرد من المجمع يعنى عزله عن جماعة المتعبدين وهو أقل أنواع الحرومات عند اليهود ، كان عقوبة الأعتراف بيسوع أنه المسيح هى الطرد من المجمع ، إذ يحسب كمن ارتد عن الأيمان اليهودى ، ويحسب متمردا وخائنا للقيادة الدينية ، بطرده يدرك الشخص أنه غير أهل لكرامة الأنتساب إلى شعب الله ، وعجزه عن التمتع بامتيازات إسرائيل .
    " فدعوا ثانية الأنسان الذى كان أعمى ، وقالوا له :
    اعط مجدا لله ، نحن نعلم إن هذا الأنسان خاطىء ،
    فأجاب ذاك وقال :
    أخاطىء هو لست أعلم ، إنما أعلم شيئا واحدا ،
    إنى كنت أعمى والآن أبصر "يو 9 : 24 – 25
    استدعوا الأعمى للمرة الثانية وتعاملوا معه بوقار شديد فى البداية ليكسبوه فى صفهم ، قالوا له : " اعط مجدا لله " ، أرادوا أن يتشبهوا بيشوع عندما حكم على عاخان بالرجم إذ سأله أولا : " اعط مجدا للرب " ( يش 7 : 16 ) ، .... سبق أن أعلن السيد المسيح مجاهرة : " من منكم يبكتنى على خطية ؟ " فى حضوره لم يجسر أحد أن يتهمه ، لكن من ورائه كانوا يقولون : " نحن نعلم أن هذا الأنسان خاطىء " ... لم يشغل هذا الفقير أن يسر القيادات الدينية ولا أن ينال منهم كرامة ، إنما فى بساطة نطق بالحق ، فصار شاهدا حقيقيا لشخص السيد المسيح .
    كأنه يقول لهم أن شخصية من شفانى ليست موضوع حوار وجدال ، فأنا فى غنى عن هذا الجدال ، عمله لا يحتاج إلى حوار ، ما أعرفه أننى كنت أعمى والآن أبصر ... أرادوا تحويل عمل المسيح إلى حوارات تناقشها الجماهير فتنشغل بالحوار لا بالشركة الحية مع المسيح ، أما المولود أعمى ففضل خبرة الحياة الجديدة المستنيرة عن الأنشغال بمناقشات غبية .
    " فقالوا له أيضا : ماذا صنع بك ؟


    كيف فتح عينيك ؟ أجابهم : قد قلت لكم ولم تسمعوا ،
    لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا ؟
    ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟ " يو 9 : 26 – 27
    جاءت إجابته تحمل روح الصراحة والشجاعة والشهادة الحية للسيد المسيح ، كما جاء سؤاله لهم فاصلا أن يختاروا أحد أمرين : التلمذة للسيد المسيح كما يتتلمذ هو على يديه ، أو وقف الحوار معه ، فإنه ليس من مجال للحوار .
    " فشتموه ، وقالوا :
    أنت تلميذ ذاك ، وأما نحن فإننا تلاميذ موسى
    نحن نعلم أن موسى كلمة الله ، وأما هذا فما نعلم من أين هو " يو 9 : 28 – 29
    إذ لم يستطيعوا مقاومة الحق لجأوا إلى لغة الشتيمة ، وهذا ما يتوقعه كل من يلتصق بالحق .
    فى استخفاف قالوا له : " أنت تلميذ ذاك " ، إذ لم يكن بعد قد رآه ، ولا سمع لعظاته ، لكنهم حسبوه تلميذه لأنه يشهد له ، أما هو فكان يعتز بأن يكون تلميذه .
    كانوا يفتخرون بعلاقتهم بموسى النبى كمعلم لهم ، فلا يحتاجون إلى معلم آخر ، ولا يطلبون ذلك . سبق أن افتخروا أمام السيد المسيح أنهم أبناء إبراهيم ، والآن يعتزون بأنهم تلاميذ موسى ، مع أنهم كانوا بأعمالهم وفكرهم غرباء عن إبراهيم وعن موسى ، لو كانوا بحق أبناء إبراهيم لرأوا معه يومه وتهللوا ( يو 8 : 56 ) ، ولو كانوا بالحق تلاميذ موسى لألتصقوا بالسيد المسيح الذى تنبأ عنه موسى ، عوض مقاومتهم .
    " أجاب الرجل وقال لهم :
    إن فى هذا عجبا ، أنكم لستم تعلمون من أين هو ، وقد فتح عينى ،
    ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة ،
    ولكن إن كان أحد يتقى الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع " يو 9 : 30 – 31
    دهش الأعمى لإحساسهم بأن يسوع غريب عن الخدمة الإلهية ، وقد فعل ما لم يفعله موسى النبى ، تفتيح عينى إنسان مولود أعمى ، لقد عرفت المدينة كلها بالمعجزة ، لأنه كان يستعطى وكثيرون من كل نواحى المدينة رأوه وتيقنوا أنه أعمى طول الماضى ، وها هو يقف ويسير شاهدا بعمل السيد المسيح الفائق .
    " منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عينى مولود أعمى ،
    لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا ، أجابوا وقالوا له :
    فى الخطايا ولدت أنت بجملتك ،
    وأنت تعلمنا ، فأخرجوه خارجا " . يو 9 : 32 – 34
    قدم الأعمى نتيجة صادقة ، وهى أنه لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا لأنه ينبوع كل صلاح ، ليس من صلاح يمكن أن يتحقق بدونه . إذ لم يكن لديهم القدرة على الرد عليه ، استخدموا سلطانهم بحرمانه وطرده . احتقروه وأهانوه ، استخفوا بكلماته وهم فى دهشة : كيف يقف هذا الغبى الأمى الذى يجهل حتى نور الشمس إذ لم يره من قبل والذى يجلس يستجدى أن يحتل مركز المعلم بالنسبة لقادة الفكر والعلم ؟ أخرجوه خارج لكنهم لم يعزلوه عن الشركة مع المسيح ، ظنوه غير أهل للعضوية الكنسية اليهودية ، ولم يدركوا أنه يتأهل للعضوية فى جسد المسيح .
    حوار بين المسيح والأعمى :
    " فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا ، فوجده وقال له : أتؤمن بابن الله ؟
    أجاب ذاك وقال : من هو يا سيد لأومن به "
    فقال له يسوع : قد رأيته ، والذى يتكلم معك هو هو ،
    فقال أؤمن يا سيد وسجد له "يو 9 : 35 – 38
    واضح أن السيد المسيح كان كمن يبحث عنه ليجده ، وجده إله المطرودين والمرذولين وأب الأيتام وقاضى الأرامل ، والمهتم بمن ليس لهم من يسأل عنه .
    الذين يعانون من الأمور المرعبة والشتائم بسبب الحق والأعتراف بالمسيح هؤلاء يكرمون على وجه الخصوص ....
    لقد أخرجه اليهود خارج الهيكل ، ورب الهيكل وجده ،
    لقد عزل من الصحبة المهلكة ، والتقى بينبوع الخلاص ،
    أهانه الذين أهانوا المسيح ، فكرمه رب الملائكة ،
    هكذا هى مكآفات الحق .
    جاء السيد المسيح للأعمى ليشبع احتياجاته ، ويملأ أعماقه بالحب الإلهى .
    فتح السيد المسيح عينى الأعمى لكى ينظر إليه الأعمى ويراه ، إن كان تفتيح العينين قد أبهجا هذا الأعمى ، فإن رؤيته لأبن الله أعظم جدا من تمته بالعينين الجسديتين . رؤيته لأبن الله أبهجت قلبه أكثر من كل أنوار العالم ، وها نحن بالأيمان نتمتع بالبصيرة الداخلية ، فننعم برؤية السيد المسيح ، وندرك سره كأبن الله الوحيد الجنس ، حقا يستطيع أن يترنم مع المرتل قائلا : " بنورك يارب نعاين النور " ( مز 36 : 9 ) .
    " سجد له " إذ لم يقدم له تكريما كما لأنسان ليعبر عن شكره له ، لكنه قدم له سجودا لائقا بالعبادة لله . هكذا عبر عن إيمانه بالشهادة العلنية دون خوف ، والعبادة لله بروح التواضع .
    حوار بين المسيح والفريسيين :
    " فقال يسوع : لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم ،
    حتى يبصر الذين لا يبصرون ، ويعمى الذين يبصرون ،
    فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له :
    ألعلنا نحن أيضا عميان ؟ "يو 9 : 39 – 40
    لقد سجد الأعمى عند قدمى ربنا يسوع يعلن إيمانه به أنه ابن الله ، أقول أنه مشهد سحب أنظار السمائيين وهم يرون إيمان هذا الأنسان الصادق مع نفسه ومع مقاومة أعلى درجات القيادة الدينية للحق ، إنه منظر يفرح قلب السيد المسيح ، ليس لأحتياجه إلى من يشهد له ، ولكن لأنه يود أن يتمتع الكل بالنور السماوى .
    لقد سبق فأعلن السيد أنه ما جاء إلى العالم ليدينه بل ليخلصه ( يو 3 : 17 ) لكنه إذ يشرق بنوره على الجالسين فى الظلمة بنوره يصير المستنيرون علة دينونة للذين أحبوا الظلمة أكثر من النور ( يو 3 : 19 ) إنهم يدينون أنفسهم بأنفسهم ، لأنهم حتى يتعثرون ويسقطون فى الحفرة ، إذ هم : " عميان قادة عميان " ( مت 15 : 14 ) .
    " قال لهم يسوع :
    لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ،
    ولكن الآن تقولون إننا نبصر ، فخطيتكم باقية " . يو 9 : 41
    لو أنهم اعترفوا بجهلهم لما سقطوا تحت الحكم ، لكن أفواههم تشهد ، فقد ادعوا أنهم مبصرون ، قادرون على إدراك الحق وتمييزه عن الباطل ، أدعوا أنهم مبصرون ، يرون الحق الإلهى ويفهمون الشريعة والنبوات ، لذا أغلقوا على أنفسهم ، وصارت خطيتهم باقية .


    هب لى يارب البصيرة الداخلية !
    + عيناك بالحب تتطلعان إلى ، كما إلى المولود أعمى !
    ورثنا عن أبينا آدم عمى البصيرة ، فلم نعد نتمتع بجمال بهائك !
    + أنت هو النهار الذى لا يكف عن أن يعمل ،
    أنت النور الذى يبدد الظلمة التى فى !
    لتشرق على بنورك ، فأصير أبنا للنهار ،
    ولا تغرب عنى يا شمس البر !
    + مع المولود أعمى لا أخشى الطرد ،
    إذ يرفضنى الجميع تتراءى أنت لى ،
    وإذ أطرد خارجا ، أجدك حاملا للصليب خارج المحلة ، أنت إله المطرودين والمرذولين .
    كل سنة وانتم طيبين
    avatar
    princess rousy



    أحد التـناصير شفاء المولود أعمى Moshrf

    عدد المساهمات : 87
    تاريخ التسجيل : 24/02/2010
    العمر : 28
    الموقع : https://alb-dawood.yoo7.com

    أحد التـناصير شفاء المولود أعمى Empty رد: أحد التـناصير شفاء المولود أعمى

    مُساهمة من طرف princess rousy الأحد مارس 21, 2010 9:35 am

    جميل ياروما ربنا يعوضك ويبارك فى خدمتك :big29:

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 11:12 am